"مقال عن المخدرات"
تعتبر المواد المخدرة من أكثر المواد الكيميائيةخطورة على جسم الإنسان ، حيث يطال تأثيرها المدمر كافة أجهزة الجسم وخاصة الأعضاءالداخلية الأكثر حيوية ، وقد تكون بعض الأعراض الآنية واضحة لكل من يتعاطى هذهالمواد القاتلة ، كالتعرق الشديد وجفاف الفم وتسارع نبضات القلب والرعشة والخدرانفي الأطراف ، لكن تأثير هذه المواد يمتد ليطال كافة الأعضاء الداخلية في الجسم .
ومن أهم أجهزة الجسم التي تصيبها المخدرات بالدمار والتلفنذكر:
أولا: الدماغ
انه العضو الأكثر أهمية في جسم الإنسان وهوالعضو الأكثر تأثرا بكافة أنواع وأشكال المخدرات ، فعندما تسيطر المادة المخدرة علىالدماغ ، تنتاب الشخص المتعاطي حالة من الهذيان والهلوسة والرعشة والانحطاط العامفي الجسم والإغماء ، وقد تتسبب بعض المواد المخدرة كالكوكائين في إحداث تلف دائملبعض الخلايا العصبية في الدماغ ، مما يؤدي إلى تراجع قدرات الدماغ والإصابةبالهذيان واضطراب الشخصية والعجز عن التكيف مع المجتمع.
ثانيا: الجهاز التنفسي
مما لا شك فيه أن تعاطي بعض المخدرات كدخان ، سواء عن طريقلفافات خاصة أو عن طريق وضعها في أراجيل ( جوزة ، شيشة ) خاصة بذلك ، فان ذلك يؤديإلى أن يطال تأثيرها المدمر كل من الفم والحنجرة والقصبات الهوائية والرئتان .......... وكل ما يلامس هذا الدخان الخطير الذي يتكون من القطران والنيكوتينوالفحم وأكسيد الكربون والفورملين والمواد الفعالة المخدرة وغيرها الكثير من الموادالسامة.
لقد أكدت الدراسات أن 90 % من حالات الإصابة بالسرطان لأعضاء الجسمالسابقة ثم اكتشافها لدى مدخنين للتبغ ولمتعاطي المخدرات عن طريق التدخين ، أيضاوجد أن بعض المواد المخدرة يكون لها مفعول متباين على الجهاز التنفسي ، فالأفيونمثلا يضعف رد فعل السعال عند الإنسان ، أما الحشيشة فتوسع القصبات الهوائية وتعملعلى زيادة ردود فعل الجهاز التنفسي ، والكوكائين تعمل على زيادة تحسس القصباتالهوائية وحدوث ما يعرف بالاستسقاء الرئوي.
ثالثا: القلب والأوعيةالدموية والجهاز المناعي
لقد دلت الدراسات الصحية أن تدخين الحشيشة والسجائريؤدي إلى زيادة نسبة حدوث الجلطات لدى هؤلاء المدخنين بنسبة تتجاوز 200 %مقارنة معغير المدخنين ، ومما يلفت الانتباه أن مدخني الحشيشة تظهر عليهم أعراض احمرارالعينين ، وهذا راجع إلى قدرة هذه المادة على توسيع الأوعية الدموية وتمددها ، لكنالكثير من المواد المخدرة الأخرى كالكوكائين وبالمثل النيكوتين تعمل على انقباضالشرايين والأوردة الدموية ، مما يؤدي إلى انسدادها وهذا يرفع من نسبة الإصابةبالجلطات والذبحات الصدرية .
أيضا تتسبب هذه المواد المخدرة في ارتفاع ضغط الدموزيادة عدد دقات القلب وانخفاض مناعة الجسم وزيادة احتمالية حدوث بعض الأمراض بسببالإبر والأدوات الملوثة كالإيدز والتهاب الكبد الوبائي والتيتانوس وغيرها الكثير منالأمراض الخطرة والتي لا يمكن الشفاء منها .
رابعا: الجهاز الهضمي
تتميز هذه المواد الخطرة بقدرة فائقة على تدمير الجهاز الهضميعند من يتعاطاها ، كما تعمل الكحولات على تلف المعدة والبنكرياس وتشمع الكبد ، وفيحال رافق شرب هذه الكحولات التدخين ، فإن ذلك يرفع بشكل حاد من احتمالية الإصابةبسرطان الحلق والبلعوم والمريء .
أما الكوكائين فإن تأثيرها يكون مباشرا ومتلفاللكبد ، ويتسبب الهيروين في حدوث سوء في امتصاص الطعام وما ينجم عنه من سوء للتغذيةوفقر للدم.
خامسا: مخاطر المخدرات على المرأة الحامل
تلعب المخدرات دورا هاما في زيادة العقم لدى النساء المدمنات علىهذه المواد السامة ، وفي حال تم الحمل فإن احتمالية الإجهاض تكون عالية ، وقد وجدأن بعض تلك المواد تؤثر على خصوبة الرجال بشكل مباشر ، فتدخين الحشيشة يقلل من عددالحيوانات المنوية لدى هؤلاء المدخنين ويفقدها حيويتها وقدرتها على الإخصاب بشكلجيد.
إن إدمان المرأة الحامل على الكحولات وعلى المواد المخدرة يعتبر في واقعالأمر جريمة مزدوجة ، فهي ترتكب جرم الإضرار بنفسها والإضرار بجنينها ، ونظرا لكونجسم الجنين غير قادر على التخلص من هذه المواد السامة ، فإن ذلك يؤدي إلى إلحاق ضرربليغ بهذا الجنين ، كحدوث خلل عصبي وجسدي ونقص للنمو وتشوه له ومشاكل سلوكية وتخلفعقلي في المستقبل لا يمكن أن يشفى منه طوال حياته.